نلاحظ انتشار ظاهرة العنف المدرسي وتفشيها ، خاصة في المدارس الابتدائية حيث يكون التلميذ عرضة للعقاب،ذلك أن بعض المعلمين والمربين يتخذون من العقاب وسيلةللردع ،ويجدون فيه خير منهج في التعليم ،مستغلين في ذلك ضعف التلاميذ ، أما في المؤسسات الثانوية فغالبا ما تنعكس هذه الصورة ليصبح التلميذ هوالمعتدي والأستاذ عرضة لهذا الاعتداء سواء كان لفظيا أو معنويا ،لتثوتر العلاقة بينهما ومن ثم تنشب المشاكل ، والعنف المدرسي يعيق قابلية المؤسسةالتربوية لتحقيق اهدافهاوغاياتها ،الا وهي "تربية الأطفال وتأهيلهم لتنميةقدراتهم وتطويرامكاناتهم في بيئة سليمة "
إن فهم كل ظاهرةاجتماعيةيعتبر خطوة أولى نحوحلها ...
* العنف المدرسي الموجه ضد التلاميذ ..*
كيف نعرف هذا النوع من العنف ؟
هو أي سلوك يتسم بالعدوانية الظاهرة والمقنعةفي المدرسة ،ويترتب عنه أذى بدنيأ أو نفسي أوجنسي على التلاميذ وقد أظهرت أبحاث عديدة ان الشخص العنيف غالبا ما يوجه عنفه ضد أشخاص ضعفاء لايملكون القوة والقدرة على الرد على الشخص المعتدي ، وإشكال العنف أربعة وهي :
العنف الجسدي – والعنف النفسي – الإهمال – العنف الجنسي
1- العنف الجسدي : هو استخدام القوة الجسدية بشكل متعمد اتجاها الآخرين من أجل إيذائهم ( مثل الضرب والصفع )
2- العنف النفسي : أو المعنوي – مثل الاهانة الاذلال التخويف ، التهديد ، السخرية من التلميذ، نعته بصفات مؤذية العزلة ، احتجازه في القسم ، القسوة في التخاطب معه ،انتقاذه باستمرار، الاستغلال ، فرض الآراء على الآخرين باقوة هو أيضا نوع من العنف النفسي .
3- الإهمال : عدم تلبية رغبات الطفل الأساسية لفترة مستمرة من الزمن .
4- العنف الجنسي : ويندرج في استعمال كلمات ذات دلالة جنسية ،إلى الملامسة الشاذةلبعض اجزاءأو أعضاء جسم التلميذ وصولا الى التحرش الجنسي .
أنواع العنف المدرسي ؟
هناك نوعان أساسيان : العنف الصادر عن المدرس ، العنف الصادر عن التلميذ ، عنف من خارج المدرسة ، وهو العنف القائم من خارج المدرسة الى داخلها على أيدي مجموعة من البالغين ليسوا تلاميذ ولا أولياء الأمور ، حيث يأتون في ساعات الدراسةاو في ساعات دخول وخروج التلاميذ من اجل الازعاج أو التخريب ، وكذلك العنف بين التلاميذ أنفسهم والعنف بين المدرسين ،والعنف بين التلاميذ والمدرسين ، التخريب للممتلكات الخاصة والعامة داخل المؤسسة وهذا يعد جراء فشلهم وصعوبة مواجهة المدرسة وأنظمتها والتأقلم معها ، ولاشك إن التربية الحديثة تنبذ العنف والتحقير والاستهزاء والطرد من الفصل وتغيير المكان والعزل ، ولايخفى دور المربي والمدرس في تحديد الصلة بينه وبين التلميذ ، وهناك من يرى أن لابد من العقاب باللضرب في حالات معينة وهناك من يرى أن التأنيب اللفظي والمعنوي كافيان لاعادة الأمور الىنصابها ، وهناك من يرى ان الحوار وإشراك المتعلمين عن طريق التعاقد والتربية على المسؤولية ، وهناك من يستعمل العنف لأسباب عديدة منها :
عدم معرفة المدرس بقواعد النمو السليم وبحاجات التلاميذ وإمكاناتهم ، وارتفاع عتبة تعرض المدرس للإحباط ، ووجود إدراك خاطىءلديه عن قدرات تلاميذه مما يجعله يفسر معارضتهم لأوامره على أنها إشارة نبذ ،يرد عليها بالعدوان .
هل توجد قوانين رادعة للعنف المدرسي ؟
يساهم المجتمع أحيانا في قبول العنف وفي شيوع ثقافته ، فهل توجد في القوانين المغربية نصوص رادعة للعنف الممارس على الأطفال بكل إشكاله ؟ إن النصوص الموجودة في القانون الجنائي هي قوانين رادعة للاذىالذي يلحقه أي شخص بأخر وبالطفل دون الثانية عشرة من عمره من دون إشارة مباشرة الى العنف المدرسي أو العنف ضد القاصرين الذين يفوق سنهم الثانية عشرة ، والفصول هي من 400 الى 410 و421 بين دفتي القانون الجنائي المغربي وهناك مذكرات وزارية تلغي العقاب المدرسي الجسدي ....
الإثنين 5 مايو - 4:03 من طرف koky mekawy
